عندما نتحدث عن التوافق مع الجوال بالنسبة لمواقع الإنترنت، فإننا نقصد أن تصميم الموقع يستجيب لجميع أنواع وأحجام شاشات الجوال. هذه الاستجابة تُعد بمنزلة التغيرات التي تطرأ على تصميم صفحات موقعك، بهدف تحسين تجربة التصفح على تلك الأجهزة. تشمل هذه التغييرات التعديلات على حجم النص المكتوب، وأماكن الأزرار وترتيبها، وتحسينات الروابط، وأحجام الوسائط المدرجة في الموقع. يطلق على هذه المواقع مصطلح المواقع المتجاوبة لمرونتها في التعامل مع مختلف الأجهزة، وتقديم نسخ مختلفة ومحسّنة من الموقع ذاته، لتوفير أفضل تجربة استخدام ممكنة بغض النظر عن نوع الجهاز المستخدم.
التوافق مع الجوال: نظرة على الماضي
منذ اختراع الإنترنت وحتى وقت قريب، كانت أجهزة الكمبيوتر والحواسيب الشخصية هي الوسيلة الوحيدة لتصفح الإنترنت. لاحقًا أصبح بإمكان بعض الهواتف تصفح الإنترنت، لكنها كانت أقل جدوى بالمقارنة مع ما يمكن للحواسيب تقديمه. بمرور الوقت ظهرت المزيد من الأجهزة التي يمكنها الوصول إلى الإنترنت مثل: الأجهزة اللوحية والجوال وبعض أجهزة الألعاب. ورغم أن الحواسيب كانت مهيمنة على حركة الإنترنت في ذلك الوقت، إلا أن حصّتها بدأت تتآكل بشكل متزايد.
مع بداية عام 2007، أعلنت شركة أبل عن أول هواتف آيفون، الذي جاء بشاشة لمسية ومتصفح للإنترنت. ومنذ ذلك الوقت انتشرت أجهزة الهواتف الذكية وارتفعت معدلات نشاطها في حركة الإنترنت على حساب أجهزة الحاسوب التي استمرت حصتها بالانخفاض بسرعة أكبر من ذي قبل. وكما كان متوقعًا، أعلن مرصد StatCounter في أواخر عام 2016 عن تفوّق الهواتف على أجهزة الحاسوب في معدلات تصفح الإنترنت لأول مرة، معلنًا بذلك بداية حقبة جديدة لمواقع الإنترنت وتطبيقاته.
هل يحقق موقعك التوافق مع الجوال؟
إذا كنت تتساءل عن مدى التوافق مع الجوال الذي يحققه موقعك، فيمكنك التأكد من ذلك بملاحظة بعض العلامات أثناء التصفح عبر الجوال. على سبيل المثال:
هل يتناسب حجم صفحات الموقع مع شاشة الجوال، بدون الحاجة إلى التمرير يُمنةً ويسارًا لتصفح محتوى الموقع؟
هل يتم إعادة ترتيب وتنسيق حجم التبويبات والروابط لتسهيل النقر عليها والتنقل عبر الموقع؟
هل يركز الموقع على المحتوى الأساسي ويقلل العناصر الإضافية؟ هل الصور والوسائط أصغر حجمًا وأسرع في التحميل؟
هناك أيضًا عدّة مواقع وأدوات برمجية يمكنها مساعدتك لتقييم مدى التوافق مع الجوال مثل اختبار جوجل لقياس التوافق مع الجوال، إضافة إلى العديد من الإضافات الخاصة بالمتصفحات التي تمنحك القدرة على تصفح الموقع كما لو كنت تستخدم الجوال لاختباره.
ما هي فوائد التوافق مع الجوال لموقعك؟
الهدف الأساسي من تصميم المواقع بشكل متوافق مع الجوال، هو تحسين تجربة المستخدم وتعزيز أداء الموقع عند تصفحه عبر أجهزة أقل حجمًا وأبطأ أداءً. ما يشجع المستخدمين على زيارته عوضًا عن مواقع منافسة تقدم تجربة استخدام أسوأ. سواء إن كنت تمتلك أو تدير موقعًا إخباريًا أو متجرًا إلكترونيًا أو حتى مدونة على الإنترنت، فإن تجاهل النسبة العظمى لزوارك الذين يتصفحون موقعك عبر الجوال سيجعلك تخسر أكثر مما تعتقد. بسبب تقديم موقعك لتجربة تصفح سيئة لزوارك، بينما تحظى المواقع المتجاوبة بفوائد لا تحصى منها:
التوافق مع الجوار يحسّن ظهور موقعك في نتائج محركات البحث
بالنسبة لمواقع الإنترنت فإن مرتبتها في صفحة نتائج البحث تُعد مسألة ذات أهمية قصوى. إذ تعتمد معظم المواقع على حركة الزوار التي تأتي من صفحة نتائج البحث، ويمثل الحصول على ترتيب مرتفع الفرق بين موت وحياة الموقع، ناهيك عن الربح والخسارة. في هذه الحالة، فإن أهمية التوافق مع الجوال لا تقتصر على تحسين تجربة الاستخدام للزوار، بل تتخطاها للتأثير على ترتيبك على صفحة نتائج البحث.
فقد أعلنت جوجل أنها ستعتمد على تقييم صفحة الجوال لموقعك في تحديد ترتيبه على صفحة نتائج البحث، كما ستقوم بفهرسة الصفحة ذاتها قبل نسخة الحواسيب. يمنحك كل هذا فكرة عن أهمية التوافق مع الجوال بالنسبة لمحرك بحث جوجل الذي يحتل ما يصل إلى نسبة 93% من سوق البحث على الإنترنت، ويشجع على تبني التصميم المتجاوب أو إنشاء نسخة خاصة بالجوال من موقعك إذا تطلب الأمر. أما إذا اعتبرت جوجل موقعك غير ملائم للتصفح عبر الجوال فترتيب موقعك سيتضرر بالتأكيد.
زيادة تفاعل الزوار مع موقعك
المواقع التي تقدم تجربة استخدام أفضل عند تصفحها عبر الحواسيب والأجهزة اللوحية والجوال، لديها فرصة أكبر لبناء قاعدة جماهيرية متنامية تساهم بشكل كبير في نجاح مشاريعها على الإنترنت أيً كانت طبيعتها أو نشاطها. إذ تُكافأ المواقع التي تنجح في عرض المحتوى بشكل جذاب بالحصول على المزيد من الزوار.
بينما تعجز المواقع غير المتوافقة مع الجوال عن الحفاظ على ما لديها، وإذا لم تعالج تلك المشكلة ستظل تفقد زوارها حتى تندثر. بالإضافة إلى أن التوافق مع الجوال يسهم بشكل كبير في تسريع موقعك وتقليل معدل الارتداد إذ ذكرت جوجل أن 53% من الزوار سيتركون الموقع إذا استغرق أكثر من 3 ثوانٍ لتحميله ويتجهون لمواقع بديلة.
زيادة زمن تصفح الزوار لموقعك
الزمن الذي يقضيه الزوار في تصفح موقعك هو انعكاس لمدى جودة تجربة المستخدم الذي يوفرها الموقع. فإذا كان من الصعب عليهم تصفح الموقع، سيقل احتمال بقائهم على موقعك بشكل كبير. في الإطار ذاته، تقول شركة أدوبي أن ثمانية من كل عشرة مستخدمين سيتوقفون عن استعمال الموقع إذا لم يعرض محتواه بشكل جيد على أجهزتهم. وبعد انتشار أجهزة الجوال أصبح بإمكان الناس تصفح الإنترنت أثناء القيام بأعمالهم الروتينية أو أثناء فترات انتظارهم أو عند تجولهم بالخارج، ما يمنح المواقع التي تحقق التوافق مع الجوال وتوفر تجربة استخدام أفضل، فرصةً أكبر لجذب مزيدًا من الزوار. التوافق مع الجوال يمنحك أفضلية تسويقية على المنافسين
إذا كنت تدير عملًا على الإنترنت، فأنت تحتاج إلى تحسين موقعك وتعزيز التوافق مع الجوال أكثر من أي وقت مضى. حاليًا معظم الأعمال على الأرض تمتلك مواقع إلكترونية خاصة بها، لذلك فإن تحسين وتحديث موقعك ليحقق التوافق مع الجوال، قد يوازي أهمية القيام بحملات إعلانية لمنتجات أو خدمات شركتك.
مرّت عدّة سنوات منذ أن بدأت الشركات بتبني التصميم المتجاوب على مواقعها. أما الآن، تتبنى الغالبية العظمى من المواقع مفاهيم التوافق مع الجوال، لأن هذا التوافق يؤثر بشكل مباشر على قدرتها التسويقية ونتائجها المالية. لذا إذا لم يكن موقعك يدعم التوافق مع الجوال فأنت متأخر عن منافسيك بالفعل. إذ أن تقديم تجربة استخدام سيئة على موقعك، يتسبب في توجيه عملائك المحتملين إلى مواقع أخرى منافسة تقدم خدمات مشابهة بشكل أكثر جاذبية.
جذب المزيد من الزوار ليس أهم الفوائد التي ستحصل عليها من تحسين التوافق مع الجوال. بينما انتشار علامتك التجارية، وتعزيز ولاء العملاء، والضغط على المنافسين، جميعها عوامل تؤثر على نجاح أعمالك على الإنترنت، وتزيد من فرص تحويل زوار موقعك إلى عملاء، ما يساهم في تعزيز وجودك في سوق العمل.
كيف تجعل موقعك يحقق التوافق مع الجوال؟
عندما يتعلق الأمر بكيفية تطبيق التوافق مع الجوال على موقعك سيعتمد خيارك على إجراء موازنة دقيقة بين التكلفة والأداء، وإذا نظرنا إلى مواقع الإنترنت الحالية فيمكننا اختزال مجمل تلك الطرق إلى طريقتين رئيسيتين:
اعتماد التصميم المتجاوب
إذا وضعنا نصائح جوجل السابقة بالاعتبار، فإن إنشاء موقع إلكتروني بالاعتماد على التصميم المتجاوب هو الطريق الأفضل لكل من الأعمال الصغيرة والمتوسطة. لأن التصميم المتجاوب يعتمد على برمجة موقع واحد بطريقة تخدم مختلف الأجهزة التي يستعملها الزوار لتصفح موقعك. إذ تقوم جميع الأجهزة بتحميل الأكواد البرمجية ذاتها، لكنها تعرض المحتوى بشكل مختلف عن بعضها حسب التعليمات الموجودة بتلك الأكواد. تهدف هذه التعليمات إلى التحضير لعدة سيناريوهات للتصفح، تشمل جميع أنواع الأجهزة المتصفحة بناءً على حجم العرض الذي توفره شاشات تلك الأجهزة عند تصفحها لموقعك. لذا بينما تستقبل تلك الأجهزة الكود البرمجي نفسه، تقوم الأجهزة المختلفة بتفسيرها بشكل مختلف، وبالتبعية يختلف تنسيق وترتيب محتوى الموقع عند استعراضه على الأجهزة مختلفة. تلك السيناريوهات مدروسة بالكامل وتهدف إلى توفير أفضل تجربة استخدام ممكنة بالنظر إلى الموارد المتوفرة. وبالتالي تكلفة أقل، لأنك لن تقوم إلا ببرمجة موقع واحد في نهاية المطاف.
بناء موقع بديل خاص بالجوال
أما في حالة المواقع الخاصة بالشركات الكبرى التي تخدم أعدادًا كبيرة من المستخدمين، فإن إنشاء موقع خاص بالجوال غالبًا ما يعود بفائدة أكبر. لأنه عادة ما تتفاقم لدى هذه المواقع العديد من مشكلات الأداء على الأجهزة المختلفة. في هذه الحالة، لا يقدم التصميم المتجاوب حلولًا لهذه المشكلات، لكنه يتسبب بالمزيد من الأعباء على الجهاز المتصفح. سبب ذلك أن الموقع يُبنى باستعمال أكواد برمجية موّحدة تخدم جميع أنواع الأجهزة، ويترك أمر تحديد ما يجب استعماله أو تجاهله على عاتق المتصفح.
بمعنى أخر، فإن بعض المحتوى والأكواد التي يقوم بتحميلها لا يتم عرضها فعليًا، ما يؤثر سلبًا على سرعة وأداء الموقع على تلك الأجهزة. أما بالنسبة للمواقع الأصغر حجمًا، قد لا يمثل ذلك أي مشكلة، إذ يتصاعد تأثير ذلك على أداء وسرعة الموقع بزيادة حجم الموقع. ما يتسبب في فقدان نسبة كبيرة من المستخدمين وبالتبعية الإيرادات لتلك الأعمال.
لذا، فإن تحسين أداء الموقع ليحقق التوافق مع الجوال، يحتل أولوية قصوى لتلك الشركات مقارنة بالتكاليف الإضافية التي يحتاجها إنشاء موقع منفصل للجوال. يمكنك أيضًا الاستعانة بمطوري المواقع والتطبيقات عبر موقع مستقل، لتحقيق التوافق مع الجوال لموقعك، وتعزيز تجربة استخدام عملائك.
ختامًا.. أصبح التوافق مع الجوال وتقنيات التصميم المتجاوب بمنزلة ركائز أساسية في بناء المواقع الحديثة. وبعد هيمنة الجوالات على حركة الإنترنت لم يعد هناك من يجادل في أهمية تحسين المواقع لدعم التوافق مع الجوال. لأن المواقع التي تعجز عن مواكبة هذه التغيّرات الضرورية، ستُعاقب بتجاهل المستخدمين وفقدان كل فرصها في التنافس وحماية ما تبقى من حصتها في سوق العمل، لصالح مواقع أخرى تمنح مستخدميها تجربة أفضل عند تصفح موقعها عبر الأجهزة المختلفة. ما يُترجم بمرور الوقت إلى قاعدة جماهرية متنامية وأعمال متزايدة.
التوافق مع الجوال: نظرة على الماضي
منذ اختراع الإنترنت وحتى وقت قريب، كانت أجهزة الكمبيوتر والحواسيب الشخصية هي الوسيلة الوحيدة لتصفح الإنترنت. لاحقًا أصبح بإمكان بعض الهواتف تصفح الإنترنت، لكنها كانت أقل جدوى بالمقارنة مع ما يمكن للحواسيب تقديمه. بمرور الوقت ظهرت المزيد من الأجهزة التي يمكنها الوصول إلى الإنترنت مثل: الأجهزة اللوحية والجوال وبعض أجهزة الألعاب. ورغم أن الحواسيب كانت مهيمنة على حركة الإنترنت في ذلك الوقت، إلا أن حصّتها بدأت تتآكل بشكل متزايد.
مع بداية عام 2007، أعلنت شركة أبل عن أول هواتف آيفون، الذي جاء بشاشة لمسية ومتصفح للإنترنت. ومنذ ذلك الوقت انتشرت أجهزة الهواتف الذكية وارتفعت معدلات نشاطها في حركة الإنترنت على حساب أجهزة الحاسوب التي استمرت حصتها بالانخفاض بسرعة أكبر من ذي قبل. وكما كان متوقعًا، أعلن مرصد StatCounter في أواخر عام 2016 عن تفوّق الهواتف على أجهزة الحاسوب في معدلات تصفح الإنترنت لأول مرة، معلنًا بذلك بداية حقبة جديدة لمواقع الإنترنت وتطبيقاته.
هل يحقق موقعك التوافق مع الجوال؟
إذا كنت تتساءل عن مدى التوافق مع الجوال الذي يحققه موقعك، فيمكنك التأكد من ذلك بملاحظة بعض العلامات أثناء التصفح عبر الجوال. على سبيل المثال:
هل يتناسب حجم صفحات الموقع مع شاشة الجوال، بدون الحاجة إلى التمرير يُمنةً ويسارًا لتصفح محتوى الموقع؟
هل يتم إعادة ترتيب وتنسيق حجم التبويبات والروابط لتسهيل النقر عليها والتنقل عبر الموقع؟
هل يركز الموقع على المحتوى الأساسي ويقلل العناصر الإضافية؟ هل الصور والوسائط أصغر حجمًا وأسرع في التحميل؟
هناك أيضًا عدّة مواقع وأدوات برمجية يمكنها مساعدتك لتقييم مدى التوافق مع الجوال مثل اختبار جوجل لقياس التوافق مع الجوال، إضافة إلى العديد من الإضافات الخاصة بالمتصفحات التي تمنحك القدرة على تصفح الموقع كما لو كنت تستخدم الجوال لاختباره.
ما هي فوائد التوافق مع الجوال لموقعك؟
الهدف الأساسي من تصميم المواقع بشكل متوافق مع الجوال، هو تحسين تجربة المستخدم وتعزيز أداء الموقع عند تصفحه عبر أجهزة أقل حجمًا وأبطأ أداءً. ما يشجع المستخدمين على زيارته عوضًا عن مواقع منافسة تقدم تجربة استخدام أسوأ. سواء إن كنت تمتلك أو تدير موقعًا إخباريًا أو متجرًا إلكترونيًا أو حتى مدونة على الإنترنت، فإن تجاهل النسبة العظمى لزوارك الذين يتصفحون موقعك عبر الجوال سيجعلك تخسر أكثر مما تعتقد. بسبب تقديم موقعك لتجربة تصفح سيئة لزوارك، بينما تحظى المواقع المتجاوبة بفوائد لا تحصى منها:
التوافق مع الجوار يحسّن ظهور موقعك في نتائج محركات البحث
بالنسبة لمواقع الإنترنت فإن مرتبتها في صفحة نتائج البحث تُعد مسألة ذات أهمية قصوى. إذ تعتمد معظم المواقع على حركة الزوار التي تأتي من صفحة نتائج البحث، ويمثل الحصول على ترتيب مرتفع الفرق بين موت وحياة الموقع، ناهيك عن الربح والخسارة. في هذه الحالة، فإن أهمية التوافق مع الجوال لا تقتصر على تحسين تجربة الاستخدام للزوار، بل تتخطاها للتأثير على ترتيبك على صفحة نتائج البحث.
فقد أعلنت جوجل أنها ستعتمد على تقييم صفحة الجوال لموقعك في تحديد ترتيبه على صفحة نتائج البحث، كما ستقوم بفهرسة الصفحة ذاتها قبل نسخة الحواسيب. يمنحك كل هذا فكرة عن أهمية التوافق مع الجوال بالنسبة لمحرك بحث جوجل الذي يحتل ما يصل إلى نسبة 93% من سوق البحث على الإنترنت، ويشجع على تبني التصميم المتجاوب أو إنشاء نسخة خاصة بالجوال من موقعك إذا تطلب الأمر. أما إذا اعتبرت جوجل موقعك غير ملائم للتصفح عبر الجوال فترتيب موقعك سيتضرر بالتأكيد.
زيادة تفاعل الزوار مع موقعك
المواقع التي تقدم تجربة استخدام أفضل عند تصفحها عبر الحواسيب والأجهزة اللوحية والجوال، لديها فرصة أكبر لبناء قاعدة جماهيرية متنامية تساهم بشكل كبير في نجاح مشاريعها على الإنترنت أيً كانت طبيعتها أو نشاطها. إذ تُكافأ المواقع التي تنجح في عرض المحتوى بشكل جذاب بالحصول على المزيد من الزوار.
بينما تعجز المواقع غير المتوافقة مع الجوال عن الحفاظ على ما لديها، وإذا لم تعالج تلك المشكلة ستظل تفقد زوارها حتى تندثر. بالإضافة إلى أن التوافق مع الجوال يسهم بشكل كبير في تسريع موقعك وتقليل معدل الارتداد إذ ذكرت جوجل أن 53% من الزوار سيتركون الموقع إذا استغرق أكثر من 3 ثوانٍ لتحميله ويتجهون لمواقع بديلة.
زيادة زمن تصفح الزوار لموقعك
الزمن الذي يقضيه الزوار في تصفح موقعك هو انعكاس لمدى جودة تجربة المستخدم الذي يوفرها الموقع. فإذا كان من الصعب عليهم تصفح الموقع، سيقل احتمال بقائهم على موقعك بشكل كبير. في الإطار ذاته، تقول شركة أدوبي أن ثمانية من كل عشرة مستخدمين سيتوقفون عن استعمال الموقع إذا لم يعرض محتواه بشكل جيد على أجهزتهم. وبعد انتشار أجهزة الجوال أصبح بإمكان الناس تصفح الإنترنت أثناء القيام بأعمالهم الروتينية أو أثناء فترات انتظارهم أو عند تجولهم بالخارج، ما يمنح المواقع التي تحقق التوافق مع الجوال وتوفر تجربة استخدام أفضل، فرصةً أكبر لجذب مزيدًا من الزوار. التوافق مع الجوال يمنحك أفضلية تسويقية على المنافسين
إذا كنت تدير عملًا على الإنترنت، فأنت تحتاج إلى تحسين موقعك وتعزيز التوافق مع الجوال أكثر من أي وقت مضى. حاليًا معظم الأعمال على الأرض تمتلك مواقع إلكترونية خاصة بها، لذلك فإن تحسين وتحديث موقعك ليحقق التوافق مع الجوال، قد يوازي أهمية القيام بحملات إعلانية لمنتجات أو خدمات شركتك.
مرّت عدّة سنوات منذ أن بدأت الشركات بتبني التصميم المتجاوب على مواقعها. أما الآن، تتبنى الغالبية العظمى من المواقع مفاهيم التوافق مع الجوال، لأن هذا التوافق يؤثر بشكل مباشر على قدرتها التسويقية ونتائجها المالية. لذا إذا لم يكن موقعك يدعم التوافق مع الجوال فأنت متأخر عن منافسيك بالفعل. إذ أن تقديم تجربة استخدام سيئة على موقعك، يتسبب في توجيه عملائك المحتملين إلى مواقع أخرى منافسة تقدم خدمات مشابهة بشكل أكثر جاذبية.
جذب المزيد من الزوار ليس أهم الفوائد التي ستحصل عليها من تحسين التوافق مع الجوال. بينما انتشار علامتك التجارية، وتعزيز ولاء العملاء، والضغط على المنافسين، جميعها عوامل تؤثر على نجاح أعمالك على الإنترنت، وتزيد من فرص تحويل زوار موقعك إلى عملاء، ما يساهم في تعزيز وجودك في سوق العمل.
كيف تجعل موقعك يحقق التوافق مع الجوال؟
عندما يتعلق الأمر بكيفية تطبيق التوافق مع الجوال على موقعك سيعتمد خيارك على إجراء موازنة دقيقة بين التكلفة والأداء، وإذا نظرنا إلى مواقع الإنترنت الحالية فيمكننا اختزال مجمل تلك الطرق إلى طريقتين رئيسيتين:
اعتماد التصميم المتجاوب
إذا وضعنا نصائح جوجل السابقة بالاعتبار، فإن إنشاء موقع إلكتروني بالاعتماد على التصميم المتجاوب هو الطريق الأفضل لكل من الأعمال الصغيرة والمتوسطة. لأن التصميم المتجاوب يعتمد على برمجة موقع واحد بطريقة تخدم مختلف الأجهزة التي يستعملها الزوار لتصفح موقعك. إذ تقوم جميع الأجهزة بتحميل الأكواد البرمجية ذاتها، لكنها تعرض المحتوى بشكل مختلف عن بعضها حسب التعليمات الموجودة بتلك الأكواد. تهدف هذه التعليمات إلى التحضير لعدة سيناريوهات للتصفح، تشمل جميع أنواع الأجهزة المتصفحة بناءً على حجم العرض الذي توفره شاشات تلك الأجهزة عند تصفحها لموقعك. لذا بينما تستقبل تلك الأجهزة الكود البرمجي نفسه، تقوم الأجهزة المختلفة بتفسيرها بشكل مختلف، وبالتبعية يختلف تنسيق وترتيب محتوى الموقع عند استعراضه على الأجهزة مختلفة. تلك السيناريوهات مدروسة بالكامل وتهدف إلى توفير أفضل تجربة استخدام ممكنة بالنظر إلى الموارد المتوفرة. وبالتالي تكلفة أقل، لأنك لن تقوم إلا ببرمجة موقع واحد في نهاية المطاف.
بناء موقع بديل خاص بالجوال
أما في حالة المواقع الخاصة بالشركات الكبرى التي تخدم أعدادًا كبيرة من المستخدمين، فإن إنشاء موقع خاص بالجوال غالبًا ما يعود بفائدة أكبر. لأنه عادة ما تتفاقم لدى هذه المواقع العديد من مشكلات الأداء على الأجهزة المختلفة. في هذه الحالة، لا يقدم التصميم المتجاوب حلولًا لهذه المشكلات، لكنه يتسبب بالمزيد من الأعباء على الجهاز المتصفح. سبب ذلك أن الموقع يُبنى باستعمال أكواد برمجية موّحدة تخدم جميع أنواع الأجهزة، ويترك أمر تحديد ما يجب استعماله أو تجاهله على عاتق المتصفح.
بمعنى أخر، فإن بعض المحتوى والأكواد التي يقوم بتحميلها لا يتم عرضها فعليًا، ما يؤثر سلبًا على سرعة وأداء الموقع على تلك الأجهزة. أما بالنسبة للمواقع الأصغر حجمًا، قد لا يمثل ذلك أي مشكلة، إذ يتصاعد تأثير ذلك على أداء وسرعة الموقع بزيادة حجم الموقع. ما يتسبب في فقدان نسبة كبيرة من المستخدمين وبالتبعية الإيرادات لتلك الأعمال.
لذا، فإن تحسين أداء الموقع ليحقق التوافق مع الجوال، يحتل أولوية قصوى لتلك الشركات مقارنة بالتكاليف الإضافية التي يحتاجها إنشاء موقع منفصل للجوال. يمكنك أيضًا الاستعانة بمطوري المواقع والتطبيقات عبر موقع مستقل، لتحقيق التوافق مع الجوال لموقعك، وتعزيز تجربة استخدام عملائك.
ختامًا.. أصبح التوافق مع الجوال وتقنيات التصميم المتجاوب بمنزلة ركائز أساسية في بناء المواقع الحديثة. وبعد هيمنة الجوالات على حركة الإنترنت لم يعد هناك من يجادل في أهمية تحسين المواقع لدعم التوافق مع الجوال. لأن المواقع التي تعجز عن مواكبة هذه التغيّرات الضرورية، ستُعاقب بتجاهل المستخدمين وفقدان كل فرصها في التنافس وحماية ما تبقى من حصتها في سوق العمل، لصالح مواقع أخرى تمنح مستخدميها تجربة أفضل عند تصفح موقعها عبر الأجهزة المختلفة. ما يُترجم بمرور الوقت إلى قاعدة جماهرية متنامية وأعمال متزايدة.